بسم الله الرحمن الرحيم   

والصلاة والسلام على سيدنا مُحمد نبى ورسول الله صلى الله عليه وسلم

 لما كان الإيمان راسخاً بأن المقياس الحقيقى لتقدم الأمة يُقاس بدرجة تقدمها العلمي ومدى اهتمامها بتطويره ، وبما تُسخره له من إمكانيات بشرية ومادية للسمو به إلى ما يحقق غاياتها ، فإن هناك وعياً مُتزايداً بالدور المهم المناط بالعملية التعليمية برمتها .  إيماناً والتزاما بالدور الطليعي والريادي ، الذي يضطلع به قسم الجُغرافيا في هذه الكلية الفتية ، وفي هذه الجامعة العتيدة التي أرست قواعد التعليم الجامعي وأسس البحث العلمي ، وبذور الثقافة في هذا البلد الكريم الذي تفتخر أعرق مؤسساته الأكاديمية أيما افتخار بالآية القرآنية الكريمة  ( وقـل ربِّ زدنـي عـلـمـا ) التي تشرفت جامعة بنغازي ( عميد الجامعات الليبية – التي تأسست في 15 ديسمبر 1955 م ) باتخاذها شعاراً لها . فإن قسم الجُغرافيا الذي تأسس وبدأت الدراسة الفعلية فيه خلال شهر سبتمبر 2002 م  يُساهم بجدية في تعليم وتخريج دفعات مُتلاحقة من الطواقم المُلتزمة المؤهلة من الجُغرافيين الذين سيتخرجون ويلتحقون بأكثر من 275 من أسلافهم خريجي وخريجات قسم الجغرافيا بعد أن أعدهم وأهلهم هذا القسم العلمي لتحمل مسؤوليات أعباء التنمية  ليسددوا جزءاً من دينهم لوطنهم الذي حشد أوفر نصيب من الاهتمام لأعلى وأغلى ما لدى الأمم من ثروات  ألا وهى الثروة البشرية .

  إن هناك وعياً بالحاجة إلى دور الدراسات والأبحاث الجُغرافية في إيجاد الحلول المُلائمة لمُشكلات البيئة المُتغيرة في وقت تتفاقم فيه العلائق بين الإنسان وبيئته … وأن تتم جميع البحوث في قالب ما يُريده المُجتمع ، وأن تُحول الدراسات النظرية إلى مهارات تطبيقية تُسهم فعلاً في نقل مُجتمعاتنا إلى عصر العلم ، مؤكدين بذلك النزوع إلى الإبداع والتعلق بالقيم  والمُثل العُليا ، وفي ذلك تمكين للحضارة الإنسانية من الثراء والخُصوبة حتى تُجنى الفائدة في خلق المُجتمع الكفيل بتوفير جميع احتياجاته بسواعد أبنائه، حيثُ لا يُمكن لأمتنا أن تتجاوز مُشكلاتها القومية ، ولا مُشكلاتها الحضارية إلا عن طريق استنبات العلم العربي ، وتعريب لُغة العلوم جنباً إلى جنب في تعريب المُجتمع ، بالسيطرة على الهجمة الثقافية وتوجيهها توجيهاً بصيراً في تفاعل راشد  بالأخذ عن الآخرين عن قناعة واختيار ، وبالعطاء عن قُدرة واقتدار .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته